فشل الزواجات الناشئة، وحلول الخبراء


تكثر حالات الطلاق في أول سنوات الزواج، وهي ظاهرة منتشرة وللأسف، لماذا يحدث هذا الطلاق؟


ثمة أسباب كثيرة، أرجعها الخبراء إلى فقدان الكثير من الخطوات التربوية التي يفترض أن يقوم بها الوالدان.
و كانت خلاصات الحوار حول هذا الموضوع، الخروج بالتوصيات التربوية التالية:

1- العناية بالبنت والاهتمام بها، وخصوصاً في سنوات الطفولة الأولى:
ويكون ذلك على وجه الخصوص في سنّ تكوين الشخصية من سنتين إلى سبع سنوات، بعدم تعنيفها، وإعطائها الحنان، والحبّ، والاهتمام،و الاحتواء.
ويجب مع هذا الإكرام، أن يتم تحميلها المسئولية بشكل تدريجي، فلابد أن تكرّم، ولا تدلل، فالدلال يفسدها.
وإهمالها في سنّ الصغر، سيجعلها تكبر وعندها عقد معيّنة تظهر بعد الزواج.

وأفضل طريقة لتعليم الأطفال في سن الطفولة المبكرة ( من سنتين إلى سبع) ، هي اللعب ، تعلمه الأدب، والتفاهم، التخيّل، التنازل، النظام، الاحترام، الترتيب، فالبعض من البنين والبنات يكبر، وهم يفتقدون للكثير من مهارات الحياة.
وأن نقرأ كثيراً حول كيفية تعليم الصغار بالمتعة والتحدي والمقارنة والحوافز والمكافأة، وثمّة كتاب جميل بعنوان (كل ماتعلمته..تعلمته في الروضة) أوصي به.

2- ضرورة الحوار والنقاش الأسري المتزن، والمتعقّل.
فتعويدهم على سماع وجهات النظر المختلفة، وتعليمهم كيفية التعامل مع المختلف في الرأي.
ويجب أن تدرك البنت المقبلة على الزواج أنها تدخل في الحوار مع زوجها بنفسية التقدير والإكبار، وأنها تتعامل مع حبيب وليس عدو، وبناء عليه فليس الهدف من الحوار الانتصار.

3- ضرورة تعويد الفتاة على الخلطة والاجتماع مع الآخرين.
وعدم السماح لها بحالة الانسحاب، والتهرب مع اللقاءات والاجتماعات العائلية، فإن الانسحابات المتتالية وهي عند أهلها تفقدها الكثير من المهارات، مما يجعلها تفشل لاحقاً في علاقتها بالزوج وأهله وأقاربه.

4- أهمية تثقيف البنت، وتصحيح مفاهيمها وقناعاتها
فالقناعات لديها حول الحياة، والأهداف، والزوج، وحقوقه، وكيفية التعامل، والعلاقات الاجتماعية، وعدم قبول المفاهيم التي يتم الترويج لها عن التعامل مع الزوج.
ومن المفاهيم الخاطئة:
- طبيعة الحياة المثالية، والتي تأخذها من الروايات والمسلسلات العاطفية، فتعطي في اللاوعي أن هذه هي الحياة المتوقعة، وحين يتزوج يصطدم بالواقع الذي ليس كذلك.
- الجهل بدور الزوجة ووضعها في البيت، فلا بد أن تدرك المرأة أن التفضيل والقوامة هي للرجل، فأي ممارسة تعارض ذلك فإنها مرفوضة، وسوف تسبب مشكلات حقيقية. الا اذا كان لدي الرجل نقصاً فيتقبل ذلك.
- أن يدخل أحد الزوجين برغبة في تعميم سلوكياته واعتياداته التي كان يعيش وفقاً لها، ولابد أن يفهم كلا الطرفين أن الزواج هو تقبل المرأة للسلوكيات الموجودة في مجتمع الزوج، مع تقديم اضافات وتغييرات يناسب إجراؤها.
- التدخلات الخارجية، بتعرض أحد الزوجين لإملاءات وتدخلات من أطراف خارجية، ولتعرف الزوجة أنه ليست كل نصيحة تأتي من الخارج ليست بهدف تقديم النصح، فقد تكون انتقاماً، وقد تكون حسداً، وقد تكون الصديقة المخلصة ليس لديها الخبرة.
-تربية البنت على ترتيب الأولويات، وأن تدرك أن الأولوية في حياتها يجب أن تكون البيت والزوج، وليس الآخرين.

5- أهمية عدم انسياق الشاب والفتاة وراء العالم الافتراضي، والأوهام.
وأن يدركان أن الصور والمقاطع التي تعرض على الإنستجرام والسناب والتويتر وخلافها ليست هي الحياة الطبيعية المستمرة، وإنما هي صور مجتزأة من الحياة.

6- للشابّ: 
مراعاة أحوال المرأة أن هناك أحوال تمرّ بالمرأة لا يصلح أن يتم التفاعل مع انفعالاتها فيها، فليس المطلوب منك الخوض معها في حوارات عقيمة في هذه الفترة، ولذا فقد أعفيت من الصلاة والصيام، والاعتزال للحائض هو ترك مخاصمتها، وترك مقاتلتها، وعدم الخوض معها في هذه.

 أهمية إشغال الزوج للمرأة ، فالفراغ سوف يصنع المشكلات، أحد جوانب الإشغال أن يكون سكنه بالقرب من أهله أو أهلها، وحضور المناسبات المختلفة، والتزاور المستمر، بالإضافة إلى الحرص على الإنجاب، فانشغال المرأة بالمولود ستجعل وقتها في شيء إيجابي، بدلاً من الانشغال بنقدك ومطالبتك.

7- أهمية التربية على تحمل المسئولية في المنزل قبل الزواج.
فيجب أن تكون الفتاة في بيت أهلها تقوم بالمهام المنزلية التي ستقوم بها بعد الزواج، فتطبخ ، وتنظف، وتغسّل الملابس، وتعتني  بالصغار، وماشابهها من مهام منزلية.
وأن يكون الشاب قد تعود وهو في بيت أهله قبل الزواج على القيام بشؤون المنزل، والشراء لأغراض البيت، والذهاب بأهله للمستشفيات، والمدارس، والسوق.
فعدم التربية على تحميل المسئولية هو أحد أسباب الفشل.

8 - معرفة الحقوق والواجبات قبل الزواج .
وقد بدأ الامبراطور بتأليف كتاب (قبل أن توقّع)، وهو ما يجب أن يعرفه الزوجان قبل توقيع العقد، فالزواج عقد متكامل، له أركان وشروط وواجبات، ومروءات، فلا بد أن يعلم كل طرف، ما الذي يريده الطرف الآخر.
ويجب أن تتحلى المرأة بصفة (الودود).
وأن يدرك الزوجان أن (الإعفاف) هو الهدف الرئيس للزواج، فالزوج والزوجة اللذان لا يحققان لبعضهما ذلك فزواجهم فاشل.
وأن تعرف الفتاة أنه لا يجوز الخروج الا بإذنه - لا تردينه في الفراش - لا تدخل أحداً في بيته إلا بإذنه -
وأن يعرف الشاب : المسئولية عن زوجته، دينها، أخلاقها، عرضها - الصرف عليها -
ويمكن أن يتفقان على أن كل ماداخل البيت مسئولية الزوجة، وكل ماخارج البيت مسئولية الزوج، فيعطيها الكثير من القرارات الداخلية، وتعطيه حقه في الكثير من القرارات الخارجية، وأن يسمع منها، وهي تسمع منه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسائل للمعدد الجديد

شبهات حول التعدد